زعموا انه كان ناسك مستجاب الدعوة , فبينما هو ذات يوم جالس على ساحل البحر اذا مرت به حداة في رجلها درص فارة , فوقعت منها عند الناسك وادركته لها رحمة فاخذها ولفها في ورقة وذهب بها الى منزله ثم خاف ان تشق على اهله تربيتها فدعا ربه ان يحولها الى جارية فتحولت الى جارية حسناء , فانطلق بها الى امراته فقال لها : هذه ابنتي فاصنعي بها صنيعك بولدي , فلما كبرت قال لها الناسك : يا بنيه اختاري من احببت حتى ازوجك اياه , فقالت : اما اذا خيرتني فاني اختار زوجا يكون اقوى الاشياء , فقال الناسك : لعلك تريدين الشمس , ثم انطلق الى الشمس فقال : ايها الخلق العظيم لي جارية وقد طلبت زوجا يكون اقوى الاشياء فهل انت متزوجها؟ فقالت الشمس : انا ادلك على من هو اقوى مني , السحاب الذي يغطيني و يرد جرم شعاعي ويكسف اسعة انواري , فذهب الناسك الى السحاب فقال له ما قال للشمس , فقال السحاب : وانا ادلك على من هو اقوى مني , فاذهب الى الريح التي تقبل بي وتدبر وتذهب بي شرقا وغربا , فجاء الناسك الى الريح وقال لها كقوله للسحاب فقالت : وانا ادلك على من هو اقوى مني وهو الجبل الذي لا اقدر على تحريكه , فمضى الى الجبل فقال له القول فاجابه الجبل وقال له : انا ادلك على من هو اقوى مني , الجرذ الذي لا استطيع الامتناع منه , اذ خرقني واتخذني مسكنا , فانطلق الناسك الى الجرذ فقال له : هل انت متزوج هذه الجارية؟ فقال له : وكيف اتزوجها ومسكني ضيق؟ وانما يتزوج الجرذ الفارة , فدعا الناسك ربه ان يحولها الى فارة كما كانت وذلك برضى الجارية , فاعادها الله الى عنصرها الاول فانطلقت مع الجرذ